روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الصـبر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الصـبر


  الصـبر
     عدد مرات المشاهدة: 3423        عدد مرات الإرسال: 1

فلما كان الإيمان نصفين فنصف صبر ونصف شكر، كان حقيقًا على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين، وأن يجعل سيره إلى الله عز وجل في هذين الطريقين القاصدين، ليجعله الله يوم القيامة مع خير الفريقين.

 

فضائل الصبر:

أن الله سبحانه جعل الصبر جوادًا لا يكبو، وصارمًا لا ينبو، وجندًا غالبًا لا يهزم، وحصنًا حصينًا لا يهدم، فهو والنصر أخوان شقيقان، وقد مدح الله عز وجل في كتابه الصابرين، وأخبر أنه يؤتيهم أجرهم بغير حساب، وأخبر أنه معهم بهدايته ونصره العزيز، وفتحه المبين، فقال تعالى: {وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: من الآية 46].

فظفر الصابرون بهذه المعية بخير الدنيا والآخرة، ففازوا بها ينعمه الباطنة والظاهرة، وجعل سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين فقال تعالى- وبقوله اهتدى المهتدون: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: الآية 24].

وأخبر تعالى أن الصبر خيرٌ لأهله مؤكدًا باليمين، فقال تعالى: {وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ} [النحل: من الآية 126].

وأخبر أن مع الصبر والتقوى لا يضر كيدٌ العدو ولو كان ذا تسليط، فقال تعالى: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: من الآية 120].

وعلق الفلاح بالصبر والتقوى، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: الآية 200].

وأخبر عن محبته لأهله، وفى ذلك أعظم ترغيب للراغبين، فقال تعالى: {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: من الآية 146].

وبشّر الصابرين بثلاث كل منها خير مما عليه أهل الدنيا يتحاسدون: فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: من الآية 155 والآية 156، 157].

وجعل الفوز بالجنة، والنجاة من النار، لا يحظى به إلا الصابرون، فقال عز وجلّ: {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} [المؤمنون: الآية 111].

وخص في الانتفاع بآياته أهل الصبر، وأهل الشكر، تمييزًا لهم بهذا الحظ الموفور، فقال في أربع آيات من كتابه جل وعلا: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [من الآيات: إبراهيم: 5، لقمان 31، سبأ 19، الشورى 33].

والصبر أُخيه المؤمن التي يجول ثم يرجع إليها، وساقُ إيمانه التي لا اعتماد له إلا عليها، فلا إيمان لمن لا صبر له، وإن كان فإيمان قليل في غاية الضعف، وصاحبه ممن يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنةٌ انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ولم يحظ منها إلا بالصفقة الخاسرة، فخير عيش أدركه السعداء بصبرهم، وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم، لقوله تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: من الآية 21].

 

معنى الصبر وحقيقته:

صبر لغة: هو المنع والحبس، وشرعًا فهو حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب، ونحوهما.

وقيل: هو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها.

سئل عنه الجنيد فقال: تجرع المرارة من غير تعبس.

وقال ذو النون المصري: هو التباعد عن المخالفات، والسكون عند تجرع غُصص البلية، وإظهار الغنى مع الحلول الفقر بساحات المعيشة.

وقيل: الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.

وقيل: هو الغنى في البلوى بلا ظهور شكوى.

ورأى أحد الصالحين رجلًا يشتكى إلى أخيه فقال له: يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك.

وقيل في ذلك: وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكي الرحيم إلى الذي لا يرحمُ.

والشكوى نوعان: شكوى إلى الله عز وجل وهذه لا تنافى الصبر، كقول يعقوب: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} [يوسف: من الآية 86] مع قوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ} [يوسف: من الآية 83]

والنوع الثاني: شكوى المبتلى بلسان الحال أو المقال، فهذه لا تجامع الصبر بل تضاده وتبطله.

وساحة العافية أوسع للعبد من ساحة الصبر، ولا يناقض هذا قوله: وما أعطا أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر، فإن هذا بعد نزول البلاء فساحة الصبر أوسع الساحات، أما قبل نزوله فساحة العافية أوسع.

والنفس مطية العبد التي يسير عليها إلى الجنة أو النار، والصبر لها بمنزلة الخطام والزمام للمطية، فإن لم يكن للمطية خطام ولا زمام شردت في كل مذهب، وحفظ من خطب الحجاج: اقدعوا هذه النفوس فإنها طلعة إلى كل سوء، فرحم الله امرأً جعل لنفسه خطامًا وزمامًا فقادها بخطامها إلى طاعة الله، وصرفها بزمامها عن معاصي الله، فإن الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه.

والنفس لها قوتان: قوة الإقدام وقوة الإحجام،.. فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه، وقوة الإحجام إمساكا عما يضره، ومن الناس من يصبر على قيام الليل ومشقة الصيام، ولا يصبر على نظرة محرمة، ومنهم من يصبر على النظر والالتفات إلى الصور، ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد.

وقيل: الصبر شجاعة النفس، ومن هاهنا أخذ القائل قوله: الشجاعة صبر ساعة، والصبر والجزع ضدان، كما أخبر سبحانه وتعالى عن أهل النار: {سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} [إبراهيم: من الآية 21].

 

أقسام الصبر باعتبار متعلقه:

والصبر باعتبار متعلقة ثلاثة أقسام: صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها، وصبر على الأقضية حتى لا يتسخطها، وهذه الأقسام هي التي قيل فيها: لابد للعبد من أمر يفعله، ونهى يجتنبه، وقدر يصبر عليه.

والصبر أيضًا نوعان: اختياري واضطراري، والاختياري أكمل من الاضطراري، فإن الاضطراري يشترك فيه الناس ويتأنى ممن لا يتأتى منه الصبر الاختياري ولذلك كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز أعظم من صبره على ما ناله من إخوته لما ألقوه في الجب.

فالإنسان لا يستغنى عن الصبر في حال من الأحوال لأنه يتقلب بين أمر يجب عليه امتثاله وتنفيذه، ونهى يجب عليه اجتنابه وتركه، وقدر يجرى عليه اتفاقا، ونعمة يجب شكر المنعم بها عليه وإذا كانت هذه الأحوال لا تفارقه، فالصبر لازم له إلى الممات.

وكل ما يلقى العبد في هذه الدار لا يخلو من نوعين:

أحدهما: يوافق هواه ومراده.

والآخر: يخالفه، وهو محتاج إلى الصبر في كل منهما، أما النوع الموافق لغرضه كالصحة والجاه، والمال، فهو أحوج شيء إلى الصبر فيها من وجوه:

أحدهما: أن لا يركن إليها، ولا يغتر بها، ولا تحمله على البطر، والفرح المذموم الذي لا يحب الله أهله.

والثاني: أن لا ينهمك في نيلها.

والثالث: أن يصبر على أداء حق الله فيها.

والرابع: أن يصبر عن صرفها من الحرام، قال بعض السلف: البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر، ولا يصبر على العافية إلا الصديقون.

وقال عبد الرحمن بن عوف: ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر!!، ولذلك يحذر الله عباده من فتنة المال، والأزواج والأولاد. فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} [المنافقون: من الآية 9]

أما النوع الثاني المخالف للهوى: فلا يخلو إما أن يرتبط باختيار العبد كالطاعات والمعاصي، أو لا يرتبط أوله باختياره كالمصائب، أو يرتبط أوله باختياره ولكن لا اختيار له في إزالته بعد الدخول فيه.

فهاهنا ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

ما يرتبط باختياره، وهو جميع أفعاله التي توصف بكونها طاعة أو معصية فأما الطاعة فالعبد محتاج إلى الصبر عليها لأن النفس بطبعها تنفر عن كثير من العبودية، أما في الصلاة فلما فيها من الكسل وإيثار لراحة لاسيما إذ اتفق مع ذلك قسوة القلب، ورين الذنب والميل إلى الشهوات، ومخالطة أهل الغفلة.

وأما الزكاة فلما في طبع النفس من الشح والبخل، وكذلك الحج، والجهاد للأمرين جميعًا، ويحتاج العبد إلى الصبر في ثلاثة أحوال: قبل الشروع في الطاعة، وذلك بتصحيح النية، والإخلاص في الطاعة، وحين الشروع في الطاعة، وذلك بالصبر على دواعي التقصير والتفريط، واستصحاب النية ولا يعطله قيام الجوارح بالعبودية عن حضور قلبه بين يديه سبحانه.

والثالثة بعد الفراغ من الطاعة، وذلك بالصبر على ما يبطلها، فليس الشأن في الإتيان بالطاعة، وإنما الشأن في حفظها مما يبطلها، فيصبر عن رؤيتها والعجب بها والتكبر، وكذلك يصبر عن نقلها من ديوان السر إلى ديوان العلانية، فإن العبد يعمل العمل سرًّا بينه وبين الله سبحانه، فيكتب في ديوان السر، فإن تحدث به نقل من ديوان السر إلى ديوان العلانية، فلا يظن أن بساط الصبر انطوى بالفراغ من العمل.

أما الصبر عن المعاصي فأمره ظاهر، وأعظم ما يعين عليه قطع المألوفات، ومفارقة الأعوان عليه في المجالسة والمحادثة.

القسم الثاني:

مالا يدخل تحت الاختيار، وليس للعبد حيلة في دفعه كالمصائب، وهى إما أن تكون مما لا صنع لآدمي فيه كالموت والمرض والثاني: ما أصابه من جهة آدمي كالسب والضرب.

فالنوع الأول: للعبد فيه أربعة مقامات: مقام العجز، وهو الجزع والشكوى، والثاني: مقام الصبر، والثالث: مقام الرضا، والرابع: مقام الشكر وهو بأن يشهد البلية نعمة فيشكر المبتلى عليها.

وما أصابه من جهة الناس فله فيه هذه المقامات مضافًا إليها أربعة أخر: الأول: مقام العفو، والثاني: مقام سلامة الصدر من إرادة التشفي، الثالث: مقام القدر، والرابع: مقام الإحسان إلى المسيء.

القسم الثالث:

مما يكون وروده باختياره، فإذا تمكن منه لم يكن له اختيار، ولا حيلة في دفعه.

 

الأخبار الواردة في فضيلة الصبر:

عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله {إنا لله وإنا إليه راجعون} اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها»، إلا أخلف الله له خيرًا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: أي المسلمين خيرٌ من أبي سلمة، أول بيت هاجر إليه رسول الله ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله.... الحديث [1].

وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يرد الله به خيرًا يصب منه» [2].

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مصيبة تصيب المؤمن إلا كفّر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها» [3].

وعن أبى موسى- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذ مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا» [4].

عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا، فقال: «قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل، فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد من دون لحمه، وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» [5].

الآثار:

قال بعض السلف: لولا مصائب الدنيا لوردنا الآخرة من المفاليس.

قال سفيان بن عيينة في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: من الآية 24].

لما أخذوا برأس الأمر جعلناهم رءوسًا، ولما أرادوا قطع رجل عروة ابن الزبير قالوا له: لو سقيناك شيئًا كيلا تشعر بالوجع، قال: إنما ابتلاني ليرى صبري أفأعارض أمره؟!

قال عمر بن عبد العزيز: ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيرًا مما انتزعه.

ومرض أبو بكر الصديق فعادوه فقالوا: ألا ندعو لك الطبيب، فقال قد رآني الطبيب، قالوا: فأي شيء قال لك؟ فقال: قال: إني فعال ما أريد.

وروُى أن سعيد بن جبير قال: الصبر: اعتراف العبد لله بما أصابه منه واحتسابه عند الله، ورجاء ثوابه، وقد يجزع العبد وهو يتجلد لا يرى منه إلا الصبر.

فقوله: اعتراف العبد لله بما أصابه كأنه تفسير لقوله: {إِنَّا لِلّهِ} [البقرة: من الآية 156]. فيعترف أنه ملك لله يتصرف فيه مالكه بما يريد، وراجيا بهما عند الله كأنه تفسير لقوله: {وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} [البقرة: من الآية 156]. أي نرد إليه فيجزينا على صبرنا، ولا يضيع أجر المصيبة.

--------------------

[1] رواه مسلم (6/ 220، 221) الجنائز، ومالك في الموطأ (1/ 236) الجنائز، وأبو داود (3309) الجنائز بمعناه، وابن ماجه (1598) الجنائز.

[2] رواه البخاري (10/ 103) المرضى، ومالك في الموطأ (2/ 941) العين.

[3] رواه البخاري (10/ 103) المرضى، ومسلم (16/ 129) البر والصلة.

[4] رواه البخاري (6/ 136) الجهاد، وأبو داود (3075) الجنائز.

[5] رواه البخاري (7/ 202) مناقب الأنصار.

 

الكاتب: د: أحمد فريد.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.